جوهر النقد بقلم محمد ازلماط المغربي

جوهر النقد
الدكتور محمد ازلماط المغربي والأستاذة صحفية ميزيت جيليت التركية.

       النقد لاينحصر في إصدار أحكام القيمة وتعليلها تعليلا انطباعا،أو تصحيح بعض الأخطاء  في النص  ، او مساعدة الشاعر على فهم نصه وتذوقه،وإنما هو علم وابداع وفن تواصلي ورؤيا تنظيمية تحليلية وتاريخية،له بعد تقويمي،حيث يقوم  على تذوق النصوص التي ينتجها المنتج المبدع عبر الإدراك الحدسي والإدراك العقلي ويتم استنباطهابواسطة أليات النقد الكامنة في التأويل والتفسير والشرح، اعتمادا على المناهج الاستخراج الظواهر والخصوصيات التي تميز النصوص الابداعية والكشف عن المعاني والدلالات.
فالنقد هو تناول النصوص  الابداعية  لإبراز  خصائصها الجمالية والفنية والانساق الإستراتيجية الفكرية والخرائط الشعورية العاطفية والانفعالية،فهو خطاب نقدي يترتب عن نص ابداع بلغة واصفة تحدث تناصا جماليا منبثقا من النص الأول لإبراز كيفية استعمال اللغة الابداعية والكشف عن وظائف صورها وانزياحاتها في الانساق التركيبية والايقاعية والسردية.وليس نشر العيوب والمآخذ على النصوص الشعرية في اللفظ والمعنى والوزن والخروج عن المألوف من قواعيد النحو والعروض والبلاغة،لأن هذه العملية تكون استباقية قبل النشر.
فالنقد لا يصدر أحكاما قيمية انطباعية،وإنما يبدعها في رؤيا تقويمية قياسية لفهم ذوق النص وتأطير عناصره الذوقية ومكوناته ووحداته على ضوء تصورات ورؤى ومنظورات، وإبراز الآليات  المتحكمة في تذوق المبدع الناتج من المجال الجغرافي البيئي الثقافي والانسان والمتمثلة في الإدراك  الحدسي والإدراك العقلي والانساق المرجعية والمعرفية والسياق الثقافي والمجتمعي حيث ان المبدع يكون مندمجة ومتفاعلا في إطار هذه الآليات  لإحداث هندسة ذهنية إبداعية منبثقة من شبكة العلاقات والروابط والترابطات العنكبوتية.
والنقد ينطلق من منطلقات نظرية ومنهجية ومقارنة توجيهية وتصفية وبلاغية ليحدث قيمته المعرفية والثقافية من من خلال تشكله وتكوينه في الإطار الزمكاني،داخل علاقته بالفلسفة والتاريخ والفكر والعلم والمنطق والعلوم الانسانية والدراسات البينية،لأن  له صفة المنجز الإنساني النسبي المتحول والقليل للتطور الذي يوافق أو يختلف مع الموقف والرؤيا والواقع وذلك من أجل استمالة او استجابة او تخييب أفق انتظار المتلقي.
ويرتبط النقد اساسا بالثلاثة التي هي عبارة عن مثلث الذي من شكله الهندسي يمكن تحديد مركباته،ففي الضلع الأول المبدع  والضياع الثاني المتلقي وقاعدة المثلث النص.
ومن خلال هذه الثلاثية يتضح أنه  بات التواصل مبني على علاقات التفاعل والاندماج بين هذه العناصر.لأن النقد ينطلق من النص وينتهي إليه ليولد نصا آخر  واصفا معتمدا على اللغة الواصلة في دينامية إبداعية  لاعتباره نشاط إبداعي تحليلي يقوم على جدلية بين رؤيتين رؤية المبدع  ورؤية الناقد التي لا تتاتى الابوجود الأولى لينبثق منهما التعاون الابداعي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي