(حروفها تتسلل بهدوء..) بقلم الدكتور سليمان احمد
حروفها
حروفها تتسلل بهدوء
بل تسللت لجسدي
من يوم بداية ولادتي
حتى شربتها ورضعتها
مع لبن أمي حبيبتي
ونهلت من حليبها
وخيرها فأكرمتني
فدغدغتني رمالها
وصخورها وجبالها
ووديانها وسهولها
فارتسمت بل حفرت
أوراق حروفها في قلوبنا
وازدانت مشاعرنا بقبلاتها
هي لنا مهما طال
أو قصر زماننا أو زمان أجيالنا
من قال عنها ستذوب
وسنذهب نحن مع التأريخ
وينسى بعدنا أجيالنا
من ينسى زيتونها
وبرتقالها وكل خيراتها
من شمالها لجنوبها
وبين نهرها وبحرها
من قال لسنا هنا
فنحن هنا مهما ومهما
فأين شبابنا الذين ضحوا
من أجل ترابها وقدسيتها
وبراءتها وبركتها
الذي باركها الله من سابع سماء
وضعوا جميعنا في سجن
داخل من الجسدِ والفكرِ
سجنتها وسجانها من
عدوها وعدونا وعدو الإنسانية
فناديتها منذ صغرنا وكبرها
بأن لن ننساك وستبقي لنا
أرضا أنت أرضنا
هذا ما تعلمناه من أجدادنا
من موقع لموقع فيه
مسح وخرائط ثابته
وإثبات حقنا حتى مفتاح دارنا
فولائنا حق مقدس لنا
وإن جفانا وجفتنا
بلاد عربنا وإسلامنا
حاورتها بحضورها
وغيابها وهجراني
وهجرة أجدادي قصرا
عنها عندما تكالبت
عليهم فساد الأمة
ومستعمريها وأعطوا الحق
لمن لا يستحق كتبه التاريخ
أنت عشيقتي وحبيبتي
أختي رفيقة دربي
أحزنتني وآلمتني بقطرات دمعها
ولا مجيب لصراخها الا أبنائها
ففي وقت غفلة جعلتنا
نصحا وينتابنا صرخة وإنتباه
فما معنى هجراننا
وان كنا في وطننا
او خرجنا لمحيطنا
حقنا جعل منا صناديد
وشجعان لردها ومطالبين
بها لإنها تسري في أوردة
وشرايين دمنا حقا للعودة
جيلا بعد جيل غيظا
لمن قال ستنسى الأجيال
أُنظروا لرضيعنا أو من يحبو
من أطفالنا ومن شبابنا
مع تقدم وفناء جيل بعد جيل
وأجيال جدودهم
نسوا أنها كآيات القرآن
حفظا بصدورنا
دكتور سليمان أحمد
تعليقات
إرسال تعليق