عدت بعد الرحيل.... بقلم/بنغالز يوسف # القيصر
عذتُ بعد الرحيل__ بقلم\بنغالز يوسف#القيصر
عذتُ بعد الرحيل
عذتُ بعد الغياب
فرايت الاطلال غير الاطلال
و رايتُ كل سحر كان..قد غاب
و رايت شريط الذكريات
يمر من حولي اطيافا كالسراب
فجمعت شتاتي
و دفعتُ الباب
فهالني ما رأيت
رايتها جالسة في سكون
رايت وجها شاحبا
قد أنهكه الغياب
رأيتُ شبحا و بقايا انسان
و عيون فيها ألف عذاب
نظرنا لبعضنا في صمت رهيب..
فاحسست بضيق المكان
احسستُ بفظيع الالم
احسست بشديد الندم
وضعت حقيبتي و جريت نحوها
امسكت يدها..
و قد داهمني أسًى يفتت الاكباد
و احنيتُ راسي في حزن جارف
و جرت دموعي و فيها ألف ندم
نظرتُ في عينيها الحزينتين
فقرأتُ ألف سؤال
سالتني عينيها:
لماذا عدتَ؟لماذا قطعتَ الرحيل
لماذا اخذتَ شوقي معك
هل اشتهيتَ اسري؟
هل طاب لك تعذيبي؟
ما اظنني اقترفتُ في حقكَ ذنبا
سوى الحب ان كان الحب ذنبا!
فأحنيتُ رأسي في ألم..
يا ليتني لم أرحل..
و يا ليتني لم أعُدْ..
قراتُ اسئلة كثيرة
و لم اجد جوابا
غير الصمت و السكوت..
فنهضَتْ و فتحَتِ الباب..
فعلمتُ اني جئت متاخرا
فخرجت في خطى متعثرة
و بعد خطوات..
سمعت جسما يرتطم بالارض
فالتفت ..ورايتها ممدة و هي ترتعش
فجريتُ نحوها..
و حملت راسها بين ذراعي
و قلبي ينتفض بين اضلعي
فنظرت في عيني و قالت:
شكرا لانك عدت..
حتى اودعك الوداع الاخير
فغامت الدنيا امامي من هول الموقف
و يدي ترتعد بشدة
و اكملَتْ قائلة:
لم انساك منذ رحلتَ
و لكني كنت اموت كل يوم
كل يوم يموت جزء مني..
كنت اتصبر لعلك ترجع..
و اليوم سيموت الجزء الاخير
لم أستطع جوابا..
فقد مات كل الكلام
و فجاة انتفظت بين ذراعي
و سكن جسمها الى الابد
احسستُ بان العالم
هوى على راسي..
احسستُ بضياع كبير
فاغلقْتُ عينيها..
وقبَّلتُ راسها
و دموع العين تجري
و قلبي في صمت يبكي..
فحملتها و وضعتها على الفراش
وانا أصرخ:
وا رحمتاه ..
يا لشقائكَ ايها البائس..
لم رجعتْ..؟
يا ليتني متُّ..
يا ليتني كنتُ سرابا..
قبل ان ارى هذا اليوم الرهيب..
بقلم\بنغالز يوسف#القيصر
تعليقات
إرسال تعليق