المجاهد الجزائري الكبير المنسي حسن آغا الطوشي-قاهر شارلكان //بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

المجاهد الجزائر ي الكبير المنسي حسن اغا الطوشي – قاهر شارلكان
--------------------د.صالح العطوان الحيالي - العراق - 10.8.2018
الصراع بين الحق والباطل ابدي، والصراع بين الاسلام دين الحق الوحيد وبين غيره من الاديان الاخرى ازلي ايضا…والصراع بين المسلمين الذين يريدون اخراج كل الناس من الظلمات الى النور وبين اعداء الاسلام من الظلاميين ازلي ايضا فكان التاريخ كله عبارة عن جولات صراع بين دولة الاسلام ودول الكفر..وكان للاسلام النصر في اغلب الجولات
فى احلك لحظات الامم الاسلاميه ياتى رجال فى الاوقات الصعبه ليسطروا لها مجدا وتاريخا وبطوله بعد ان كانت على شفا النهايه والهزيمه والضياع وياتى هذا البطل كما يردد المؤرخون فى وقت تكونت فيه النهايه قد لاحت لكل مبصر واعمى وفى وقت يكون الياس قد وصل الى حناجر اكثر الناس صبرا وتفائلا لقد قرات هذه البطوله الفريده التى مثلت كل طوائف الشعب الجزائرى فى وقت من التاريخ الاسلامى لم يكن فيه لهذه البطولات مكان بين يدى خصيان تولو امور المسلمين بعد رجال اشراف
إن الانسان لا يدرك القيمة الحقيقية لقدراته ومواهبه إلا إذا وضع في الاختبار الحقيقي والمحك العملي الذي تظهر فيه الكوامن وتقهر فيه الصعاب، فالمسلم لا يستصعب العوائق أبدا لأنه بإذن الله عز وجل أقوى منها ولا يحبس نفسه أسر أوهامه بأن الأمور فوق إمكاناته وسوف يأتي اليوم الذي تسقط الأوهام وتفيق الأمة من غفلتها وتستعيد ذاكرتها وأبطالها وما أكثرهم
في زمن العزة ..زمن خلافة الاسلام العثمانية التي اخضعت اغلب بلاد العالم تحت راية الاسلام وصانت عزة وكرامة الامة الاسلامية على الدوام ..ظهر البطل الصنديد الهمام – الذي لا يعرف عنه معظم ابناء الامة شيئا اعني به البطل حسن اغا الطوشي…فما الذي فعله وقدمه –للاسلام والمسلمين -هذا “الحسن الطوشي” الذي نزعم انه بطل من اعظم ابطال الاسلام
من القمم البارزة فى صراع المسلمين مع الصليبيين فى القرن الـ16 الميلادى المجاهد الكبير حسن أغا الطوشى والذى حاول مؤرخوى أوربا التشكيك بطبيعة دوره الجهادي فى البحر المتوسط وشمال أفريقيا، فوصفوه بالقرصنة واللصوصية وهكذا يفعلون فى تاريخ كل من سجل عليهم نصرًا أو أخمد لهم ذكرا.
مع دخول الجزائر رسميا تحت السيادة العثمانية بدأت حركة الجهاد البحرى تتسع بقيادة الأخوة برباروسا ولمع فى هذا الوقت أيضا حسن أغا الطوشى حيث تولى حكم الجزائر فوطد الأمن ووضع أسس إدارة مستقلة وأخضع مدينة “مستغانم” واستولى على عاصمة الزاب وملحقاتها وبنى هناك حصنا وأقام حامية وبدأت الأحتكاكات بينه وبين الأمبراطور شارل الخامس ملك إسبانيا وأراد أن يعترف به ملكا على إسبانيا وشمال أفريقيا ولكن رفض الطوشى وبعث له سرا بنفس العرض فرفض أيضا
وهذه قصة واحد من أعظمهم :
خير الدين برباروسا وحسن اغا الطوشي
------------ بعد أن فتح السلطان سليمان الأول مدينة بلجراد عزم على السفر بسائر جنوده إلى إسبانيا للاستيلاء عليها وإعادة دولة الإسلام في الأندلس المفقود وبدا للسلطان الاعتماد على رجل ذي خبرة واسعة ودراية بقتال هؤلاء الصليبيين فوقع اختياره على القائد الكبير خير الدين بربروسا فأرسل يستدعيه إلى إستامبول وعينه قائدا عاما للأساطيل العثمانية ونقل جهاده للجبهة الشرقية من البحر المتوسط فلما ذهب خير الدين استخلف مكانه أخص رجاله وأشجع أبطاله حسن الطوشي وكان يتصف بالعقل والعلم الواسع هذا إضافة لورعه وتدينه الشديد وحميته الإسلامية العالية ومن يومها سطع نجم حسن الطوشي في سماء البطولة والجهاد بتلك البقاع والبلاد.
شرع حسن الطوشي في عمله الجديد فعمل على توطيد الأمن الداخلي ووضع الأسس للإدارة المستقرة ومحاولة جمع أطراف البلاد حول السلطة المركزية بالجزائر وعمل على قهر القرصنة الأوروبية الصليبية فأبلى في ذلك بلاءًا حسنا وسار شخصه مثالا بارزا في البطولة والتضحية الإسلامية في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي فأكسب الجزائر مهابة وجلالا ومخافة في قلوب الأعداء.
واستطاع حسن الطوشي أن يحرر مدينة 'مستغانم' ويضمها للجزائر ثم تقدم نحو الجنوب الشرقي واستولى على مدينة بكرة وشيد هناك حصنا وأقام به حامية قوية، وفي سنة 949 هـ جهز ثلاث عشرة سفينة حربية برجالها وعتادها وهجم بهم على السواحل الإسبانية وجعل تلك الفرقة دائمة الإغارة على سواحل إسبانيا فأخذ الكثير من السبايا والأسرى يسوقهم للبيع في المدن المغربية الشمالية خاصة مدينة 'تطوان' وذات مرة اصطدمت تلك الفرقة الصغيرة بأسطول إسباني كبير ودارت رحى حرب عنيفة وقاسية استشهد على إثرها الكثير من المسلمين ولكن خسائر الصليبيين كانت أضعاف أضعاف المسلمين .
الإمبراطور شارلكان الصليبي
يعد الإمبراطور شارل الخامس أو شارلكان من أكبر وأعدى ملوك النصارى للإسلام والمسلمين على مر العصور فهو شارل الخامس حفيد كل من فرناندو وإيزابيلا قديسا إسبانيا اللذان على أيديهما سقطت غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس سنة 897 هـ وقد أصبح شارلكان إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة والتي تضم كل من إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا مما جعل شارلكان محط أنظار ومنتهى آمال كل صليبي على وجه الأرض وقتها عدا فرنسا وإنجلترا فقط.عندما توالت ضربات خير الدين وحسن الطوشي على الصليبيين في البحر المتوسط هرع البابا بول الثالث لعاهل الصليبيين الأكبر شارلكان وطلب منه مواجهة خير الدين وحسن الطوشي وأهل الجزائر.
الحملة الصليبية الإسبانية على الجزائر
----------- عزم شارل كان على تجهيز حملة صليبية كبيرة يقودها بنفسه ليقضي بها على حركة الجهاد الإسلامي في غرب البحر المتوسط فبدأ أولا بتأمين كيد أعدائه الفرنسيين فعقد معاهدة نيس في سنة 945 هـ مع فرنسا لمدة عشر سنوات وبذلك تفرغ للجزائر .
قاد شارلكان الحملة الصليبية على الجزائر سنة 948 هـ ووصل إلى شواطئ الجزائر في 28 جمادى الأول سنة 948 هـ وهو ينوي تخريب البلاد وقتل العباد وقمع الجهاد .
الدور الجهاد لحسن أغا الطوشى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ قاد الطوشى حملات وحروب ضد الصليبيين لتطهير شمال أفريقيا من المحتلين وفى سنة 946ه/1539م خاض البحر وليس معه سوى (1300) رجلاً على ظهر 13 سفينة وعبروا إلى الأسبان وخاض أعنف المعارك بهذا الجيش الصغير وأحتل البلدة وغنم غنائم كبيرة وأسر منهم خلقًا كثيرين ساقهم للبيع ثم عاد يأسر غيرهم وهكذا وعندما أراد الرجوع إلى أفريقيا فى بعض المرات أعترضه الأسطول الأسبانى فكانت خسارة فادحة فى الفريقين إلا أن خسارة الأسبان كانت عظيمة.
عزم شارل الخامس على القيام بحملة عسكرية للقضاء على الجهاد الإسلامى فى شمال أفريقيا فعقد هدنة مع فرنسا لمدة عشر سنوات ورسا أمام مدينة الجزائر في جمادى الآخرة سنة 948هـ/ أكتوبر 1541م ، وعندما شاهده الطوشي اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة ، وحثهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام والوطن قائلا لهم : ” لقد وصل العدو ليسبي أبناءكم وبناتكم، فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف هذه الأراضي فتحت بقوة السيف ويجب الحفاظ عليها وبعون الله النصر حليفنا نحن أهل الحق”. فدعا له المسلمون وأيدوه في جهاد العدو ثم بدأ حسن أغا في إعداد جيوشه والأستعداد للمعركة . من ناحية أخرى بدأ الإسبان في تحضير متاريسهم وتعجب شارل الخامس لاستعدادات حسن أغا وأراد أن يستهزئ به، فأرسل إليه :
” أنت تعرفني، أنا سلطان كل ملة المسيحيين تحت يدي إذا رغبت في مقابلتي سلمني القلعة مباشرة .أنقذ نفسك من يدي وإلا أمرت إنزال أحجار القلعة في البحار ، ثم لا أبقي عليك ولا سيدك ولا الأتراك ، وأخرب كل البلاد … ” . وفي رواية أخرى أرسل له يقول : ” أنا ملك أسبانيا الذي أستولى على تونس وأخرج منها خير الدين ، وتونس أعظم من الجزائر وخير الدين أعظم منك ” .
ملحمة الصمود الجزائري
----------------- عندما وصلت الأساطيل الصليبية للشواطئ الجزائرية جمع القائد حسن الطوشي أعيان البلد وقادتها وعلمائها وحثهم على الجهاد والدفاع عن البلاد والدين وقال لهم: 'لقد وصل العدو عليكم ليسبي أبنائكم وبناتكم فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف هذه الأراضي فتحت بقوة السيف ويجب الحفاظ عليها وبعون الله النصر حليفنا فنحن أهل الحق وهم أهل الكفر والباطل'، فوافقه الزعماء ودعا له المسلمون فأخذ البطل في تجهيز دفاعاته وحشد جيوشه.
أراد شارلكان أن يفت في عضد المسلمين فأرسل برسالة تهديد ووعيد للقائد حسن الطوشي وقال فيها: 'أنت تعرفني فأنا سلطان كل ملة المسيحيين إذا رغبت في التشرف بمقابلتي سلمني القلعة مباشرة وأنقذ نفسك من يدي وإلا أمرت بإنزال أحجار القلعة في البحار ثم لا أبقي عليك ولا سيدك ولا الأتراك وأخرب كل البلاد'
فماذا كان رد حسن الطوشي هل خاف وارتعد وسلم مباشرة ؟ كما يفعل الآن كلا بل رد عليه ردا قويا جريئا فيه استهزاء وسخرية بهذا الطاغية الغاشم قال له فيه: ' أنا خادم السلطان سليمان تعال واستلم القلعة ولكن لهذه البلاد عادة أنه إذا جاءها العدو لا يعطى إلا الموت، ولقد غزت إسبانيا الجزائر في عهد عروج مرة وفي عهد خير الدين مرة ولم تحصل على طائل بل انتهبت أموالها وفقدت جنودها وستحصل المرة الثالثة إن شاء الله' .
تدفقت أعداد كبيرة من المجاهدين المتطوعين لنصرة الدين إلى الجزائر بمجرد سماعهم أن إسبانيا تقود حملة صليبية ضد المسلمين وكانوا مدربين جيدا على القتال خاصة بتلك البلاد.
وما يعلم جنود ربك إلا هو
-------------
حسن أغا الطوشى وهزيمة شارلكان : كرامات المجاهدين والنصر الرباني
تسارعت الأحداث وتسلم الطوشى رسالة شارلكان “شارل الخامس” وأجاب عليه: ” أنا خادم السلطان سليمان تعال واستلم القلعة ولكن لهذه البلاد عادة أنه إذا جاء ها العدو لا يعطى إلا الموت”. وفي رواية : “غزت إسبانيا الجزائر في عهد عروج مرة وفي عهد خير الدين مرة ولم تحصل على طائل بل وانتهبت أموالها وفنيت جنودها وستحصل المرة الثالثة كذلك إن شاء الله”. اجتمع المجاهدون من كل مكان مع الطوشى وأخلى حسن أغا القلعة من الناس عدا المجاهدين ونصب الصليبيون مدافعهم حول القلعة ونشروا سفنهم عند الشواطئ وكثفوا الهجوم لكن المجاهدين أمطروهم بوابل من الضربات الموجعة حتى قال أحد فرسان مالطة فى تقريره عن المعركة:
“لقد أذهلتنا هذه الطريقة فى الحرب لأننا لم نكن نعرفها من قبل “.قال تعالى: (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ). وسخر الله تعالى لجند الإسلام وأولياءه الأمطار والرياح والأمواج فهبت ريح عاصفة استمرت عدة أيام واقتلعت خيام جنود الحملة وارتطمت السفن بعضها ببعض مما أدى إلى غرق كثير منها وقذفت الأمواج الصاخبة ببعض السفن إلى الشاطئ وهجم عليها المدافعون المسلمون واستولوا على أدواتها وذخائرها، أما الأمطار فقد أفسدت مفعول البارود”.
وحاول الإمبراطور يائسًا فتح المدينة ولكنه فشل وفقد جزءًا كبيرًا من جنوده الذين قتلوا بيد المسلمين وظهرت بطولات نادرة من القائد الإسلامى “الحاج البشير” الذى استطاع هو وجنوده أن يحصد روؤس النصارى بشجاعة بالغة ونجا شارلكان بأعجوبة من خطر كبير وكان نتيجة ذلك أن شوهد شارلمان لأول مرة في حياته منهارا باكيا على الكارثة التي حلت به وكان يقول (فلتكن إرادتك يا رب) وظل يكررها حتى فر منهزماً عليه لعائن الله مع بقية جنوده إلى إيطاليا بدلاً من إسبانيا.
وقد شبه أهل الجزائر هذه الهزيمة بهزيمة أصحاب الفيل التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم فأرسلوا رسالة وجهوها للسلطان سليمان قائلين: “إن الله سبحانه وتعالى عاقب شارل الخامس وجنوده بعقاب أصحاب الفيل وجعل كيدهم فى تضليل، وأرسل عليهم ريحًا عاصفًا وموجًا قاصفًا فجعلهم بسواحل البحر ما بين أسير وقتيل ولا نجا من الغرق إلا قليل”.
وقد خلد الشعر العربي هذا الحدث الذي قيل فيه:
سلوا شارلكان كم رأى من جنودنا … فليس إلا هم من زواجر
فجهز أسطولا وجيشاً عرمرما … ولكنه قد آب أوبة خاسر
ورواية احرى
أرسل حسن الطوشي إلى شارلكان يطلب منه الإذن بالسماح لمن أراد من أهل الجزائر بالمغادرة خصوصا النساء والأطفال وعندها أيقن شارلكان أن مجاهدي البلد سيقاتلون حتى الموت وأنه من المحال احتلال الجزائر إلا إذا تم تدميرها تدميرا تاما وأخذا المجاهدون في استغلال ميزة معرفتهم بطبيعة الأرض والبلد فشنوا حربا شديدة على الصليبيين باستخدام الكر والفر وظهرت بطولات رائعة للمجاهدين أمثال 'الحاج بشير' الذي تخصص في حصد رؤوس الصليبيين.
ثم كانت المنة الإلهية والمدد الرباني لأهل الإيمان والجهاد المقدس حيث سخر الله عز وجل لجند الإسلام جندا من عنده فأرسل على جيوش الصليبيين الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة والأمواج العاتية فاقتلعت الريح الخيام وارتطمت السفن بعضها ببعض وحملت الأمواج العاتية بعض السفن إلى الشاطئ فأخذها المسلمون غنيمة وأفسدت الأمطار مفعول البارود ووسط هذه الضربات الإلهية حاول شارلكان مهاجمة الجزائر عدة مرات ولكنه فشل في كل مرة وفي نفس الوقت كان القائد حسن الطوشي يقود المجاهدين لهجمات قاسية وشديدة أوجعت وأذهلت الصليبيين في نفس الوقت حتى قال أحد فرسان المعبد في تقريره عن القتال 'لقد أذهلتنا هذه الطريقة في الحرب لأننا لم نكن نعرفها من قبل'. بعد الضربات الهائلة التي نالها شارلكان من مجاهدي الجزائر بالإضافة إلى العقاب الإلهي المتمثل في العواصف والأمطار والأمواج لملم شارلكان فلول جيشه وما تبقى من سفنه وانسحب خائبا يجر أذيال الخيبة ويعض على أنامله من الغيظ ومن شدة خجله وحزنه من الهزيمة لم يعد لإسبانيا بل توجه إلى إيطاليا يتوارى من الناس من شر هزيمته المنكرة، وأرسل حسن الطوشي للسلطان سليمان يبشره بالنصر قائلا: 'إن الله سبحانه وتعالى عاقب شارل الخامس وجنوده بعقاب أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم ريحا عاصفا وموجا قاصفا فجعلهم بسواحل البحر ما بين أسير وقتيل ولا نجا منهم من الغرق إلا قليل' .
مصير شارلكان :
ـــــــــــــــ كان فشل شارلكان شارل الخامس في حملته على الجزائر، ذا أثر عميق لا على الإمبراطورية الاسبانية، ولا على ملكها شارلكان، وإنما على مستوى الأحداث العالمية. وقد حفظ الشعر العربي هذا الحدث الذي قيل فيه:
سلوا شرلكان كم رأى من جنودنا
فليس له إلا هُمُ من زواجر
فجهز اسطولاً وجيشاً عرمرماً
ولكنه قد آب أوبة خاسر
ونزلت أنباء الهزيمة نزول الصاعقة على أوروبا وتطورت الأحداث هناك هنالك بسرعة. فلم يبقى حليف للإمبراطور سوى هنري الثالث ملك إنكلترا، وانضم إلى ملك فرنسا الدوق دي كليف وملك الدانمارك وملك اسكندينافيا. وكان فرح الفرنسيين عظيماً لأن سقوط الجزائر كان يؤدي لامحالة إلى سقوط فرنسا، وبادر ملكها فرنسوا الأول لإبرام معاهدات مع السلطان العثماني وكان لهذه الغارة أيضاً نتائج معنوية داخل الشمال الأفريقي وأما في أوربا بقى رعب المسلمين في قلوب أهل أوربا لمدة طويلة . ولم يعد شارل الخامس قادراً على التفكير في حملة أخرى ضد الجزائر وطغى شبح خير الدين وبطلنا المجيد (حسن آغا الطوشى ) على العامة والخاصة حتى أصبح الناس إذا رأوا جفناً عن بعد نسبوه إليهم ، واصبح رعب العالم الاوروبى من حكام الجزائر المسلمين شديد جدا
وهكذا استطاع بطل من المسلمين وحاكم الامن لدوله الجزائر ان يحقق النصر على اعظم بطل عسكرى فى تاريخ اوروبا ويجعله يتجرع اكبر هزيمه لقيها فى تاريخه الحافل على يد بطل لا يعرفه الكثير من المسلمين وهو سيدنا وقائدنا البطل الناصر لدين الله حسن اغا الطوشى
وفاة حسن آغا الطوشي :
ــــــــــــــــــ استمر حسن آغا في القيام بواجبه المقدس حتى وفاته 951هـ/ 1544م فأجمع أهل الديوان في الجزائر على تولية الحاج بكير مكانه،وهو رفيقه فى الجهاد وقائد فرسانه فى موقعه باب الواد المجيده وريثما يعين الباب العالي باستانبول الحاكم الجديد، الذي عين حسن ابن خير الدين وقدم في نفس السنة.
د. صالح العطوان الحيالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان