مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

مثل ينطبق على واقعنا " ظل البيت لمطيره و طارت بيه فرد طيره "
---------------------- د.صالح العطوان الحيالي -العراق- 19-7-2018
كان الشعب العراقي قبل سنوات يعيش حالة من التفاؤل بالمستقبل بعد انقشاع الغيمة السوداء التي كانت تحجب نور الشمس عن وطن الشمس معتقدا أن الحق قد عاد الى أهله وأن الخير آت لا محالة . ورغم كل التحديات الصعبة التي واجهت هذا الشعب الصابر الممتحن لم تخبو جذوة الأمل في نفسه ولم يقطع الرجاء من الغد الذي طال انتظاره .وبعد السنوات الثقيلة بجراحها والمريرة بعذاباتها وجد هذا الشعب نفسه يدور في حلقة مفرغة وكما يقول المثل الدارج ( نفس الطاسة ونفس الحمام ) فكل من يصعد على اكتاف المساكين والمضطهدين ويستلم زمام الأمر تتكرر نفس الصورة المأساوية ، فظهر الشعب يزداد احددابا من ثقل الهموم والأرزاء في وقت يزداد ظهر المسؤول اعوجاجا الى الأمام من جهة البطن لتضخم كرشه " المقدس " بعد ان ينسى هذا المسؤول ربه قبل ان ينسى شعبه الذي لولاه لبقي نكرة لا يعرفه احد .و بعد مرور 15 عاما اصبح الشعب في مهب الريح ، وأما مصالحه فإنها تقع في ذيل قائمة الأولويات لدى قيادته اذا افترضنا ان لمصالحه وجود اصلا في تلك القائمة الملعونة .وهنا اتذكر ظاهرة الهجرة الجماعية التي شهدها العراق في السنين الماضية بعد ان تحولت الحياة الى جحيم في هذا البلد واذا استمر الوضع على ماهو عليه فأعتقد ان لهذا الشعب هجرة ثانية وستكون اكبر من الهجرة الاولى واطول منها امدا ، ولعل قيادته ارادت لهذا الشعب ان يهاجر مرة أخرى والله اليستر من تاليها " !!! ، ليخلو العراق من أهله حتى يصول ويجول به القادة الاشاوس من ابناءه الذين حطموا الأرقام القياسية في العقوق والتنكر للجميل ويتحقق المثل الشعبي الذي كان يتندر به هذا الشعب ( ظل البيت لمطيرة وطارت بي فرد طيرة ) واليكم قصة هذا المثل
محسن يمتلك قطعة زراعية في قرية غنية بمواردها ومعروفة بطيبة اهلها وكرمهم وشهامتهم وكانو يعيشون امنين وخيراتهم لهم وقد طوروا قريتهم وفق امكاناتهم فاصبحت هذه القرية هدفا للطامعين وكان محسن يدافع عنها ويتصدى بكل قوة لهؤلاء الطامعين ويطردهم لا بل وطردهم بعد عدة معارك انتصر فيها واهل قريته فاخذت العناصر الطامعة تحيك المؤامرات للايقاع بمحسن واهل قريته والاستيلاء عليها وعلى مواردها وكانت هناك قرية مجاورة لقرية محسن فيها من الاشرار الحاقدين على هذه القرية ومن بين سكان تلك القرية رجل شرير وامراة اكثر منه شرا وترتبط معه على هدف واحد
فاخذو يعدون العدة للاستيلاء على قرية محسن وقتله باية طريقة للتخلص منه لانه تمكن بتوحيد قريته بجميع سكانها وكانو اهل القرية لايعرفون الرجل الشرير والمراة الشريرة ولكن محسن يعرف شرور تلك القرية المجاورة لقريتهم وعاش تدخلاتها وماسيها وفي يوم من الايام دخلت على قريتهم تلك المراة وطلبت مجاورتهم فرحبوا بها كما هي عادة العرب وحذرهم محسن ولكن دون جدوى فسكنت معهم في نفس القرية فاخذت تجذب اهل القرية السذج بمهاراتها السحرية والشعوذة والاكاذيب وكسبتهم بدون وعي واعتبروها جزء منهم فالتفو السذج حولها واخذ صاحبها الغريب يتردد عليها وكان اسم المراة المشعوذة ( امطيره) وعندما يسالون اهل القرية عنه تقول انه من معارفها وهو ظيفي فلا يمنعونها من ذلك ولكن حقيقة الزائر ليس الظيافة وحسب بل للاتفاق معها للايقاع بمحسن والاستيلاء على القرية وكان لمحسن اولاد ولاخيه اولاد فتيان وشباب لايفقهون من الامور شيئا ولكنهم يمتلكون ذكاء ابيهم وعمهم وشجاعتهم واخذ ابيهم وعمهم يهتمون بتربيتهم لمستقبل الحياة الغير معروف وبعد فترة ادعت المراة الساحرة بانها اشترت من محسن قسم من اراضيه ولديها شهود بذلك وقدمت شاهدها الشرير وبعضا من اهالي القرية السذج ولكن محسن لايعطي قريته بهذه السهولة فاخذ يدافع عن حقوق قريته ويتحدى هذه المراة الملعونة واختفت المراة عن القرية لانها ذهبت لصاحبها الشرير واحاكو مؤامرة لقتل محسن والخلاص منه ليفرغ لهم الجو وذهبوا هي وصاحبها الى قرية بعيدة بعيدة عن سكنهم وتحالفو على اهلها للخلاص من محسن والاستيلاء على القرية وتقاسم مواردها وتم ذلك فعلا وفي غفلة واصبح محسن مقتولا وبما ان السذج يثقون بالشرير والمراة الساحرة فانهم اصطفوا معها لانها خدعتهم واخذت تبين خططها المسمومة اتجاه القرية واهلها ففرقتهم بعد ان كانو موحدين ليسهل عليها ماتريده واخذ اخ محسن والواعين من اهالي القرية يرددون دائما ( ظل البيت لمطيره طارت بيه فرد طيره ) وتحسس اهل القرية ولم تدوم هذه الامور طويلا بعد ان اخذ الوعي يزداد عند اهل القرية وعرف حتى السذج ان لهذه المراة غايات ذلك لاانهم شاهدو ان جميع الاجانب اخذو يترددون على قريتهم بحماية الشرير والمراة ويسرقو اموالهم ومن عادات اهل القرى فان احتفالهم بالاعياد بواسطة الدبكات والهوسات والاهازيج ،فقد اشرق عليهم العيد واجتمع جميع الناس للاحتفال على عادتهم فانبرى اخو محسن واولاده والواعين منهم يهزجون بهوسة عاتبون اهل القرية فيها ( اشلون اتسلم البيت المطره ----- ومطره تصاوغ بيه ) فانجمع جميع اهالي القرية وتوحدو واخذوا يهزجون بهذه الهوسة واتجهو الى المراة فوجدو انها تضيف الاجانب والاشرار فطردوهم جميعا وارتا ح اهل القرية من جميع الاشرار فاصبح المثل شائعا
( ظل البيت لمطيره ---وطارت بيه فرد طيره ) ولكن طيرتها لاتستمر
واليكم بعض الابيات الشعرية تحاكي هذا المثل للشاعر العراقي سامي عبد المنعم
ضل البيت هيته امشرعه البيبان
ياهو اليجي ايفوت وصار خان چغان
لا قانون اله ولا عدل لا ميزان
والوادم اتلوب وضاله ابحيره
ضل البيت لمطيره
حيران الشعب مايدري شنهو الراي
لا عنده امن لا كهربا لاماي
وصاير مضحكه للرايح وللجاي
لان ما حسم امره وعرف تدبيره
ضل البيت لمطيره
بالك تعتمد على الي ايبيع اهله
رخيص وكل اهانه ايشوفها سهله
طماع وذليل وغارگ ابجهله
هاذه اشترجه منه وشنهو تفكيره
ضل البيت لمطيره
د. صالح العطوان الحيالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان