تجربه واقعيه// بقلم الشاعر يوسف القيصر

تجربة واقعية عشتها منذ سنين خلت
----------------------------------
بقلم\بن.يوسف\يوسف القيصر🌻🏵️🌼🌻🏵️🌼🌻🌼🏵️🌻🌼🏵️🌼🌻

هذه قصة واقعية كانت مطوية بين صفحات ذاكرتي،هي تجربة شخصية لا توجد في الكتب ولا في  الافلام،و موضوعها الخوف الطبيعي من الكلاب..قد تقراها كموضوع في مجلة علمية و لكني عشتها تجربة شخصية و الله على ما اقول شهيد..
منذ سنين خلت ،كنت اقيم بمدينة الرباط عاصمة وطني المغرب..وحدث ذات يوم ان زارني صديق لي في منزلي ،وقبيل منتصف الليل اتجهنا الى محل لاستعارة احد الافلام حيث كان يبقى مفتوحا حتى ساعة متاخرة .. و عند رجوعنا و كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل فسلكنا طريقا مختصرا كان عبارة عن شارع شعبي ضيق اصطفت على جوانبه السيارات ..و بعد بضع خطوات لكزني صديقي و هو يقول بخفوت:انظر،فانتبهت على رؤية بعض الكلاب تخرج في صمت من تحت السيارات و تتجه نحونا و بدا يزداد عددها حتى فاق العشرة على ما اذكر...
كنت اعلم اني لا خاف كثيرا من الكلاب و لكن هذه التجربة جعلتني اتاكد من احساسي جيدا،انا لا ادعي الشجاعة كما اني لا انسب لنفسي صفة الجبن...
فقال صديقي و هو يتراجع هيا لنغير الطريق ..فاجبته و قد بدا يراودني شعور التحدي :تحرك معي بهدوء و لا تظهر خوفك و سيكون كل شيء على ما يرام ..
فلم يقتنع و توقف مكانه في حين اتممت المسير وحدي و بدات الكلاب تقترب نحوي مكشرة عن انيابها ثم بدات بالنباح في حفل جماعي..لم اتوقف بل تقدمت نحوها و انا اصرخ في وجهها و انظر في عيونها...فازداد هياجها واحاطت بي احاطة السوار بالمعصم و كلاب الحراسة اشد ما تكون شراسة في الليل..و تقدمت اكثر و انا اصرخ في وجهها و هي تزداد نباحا حتى لم يبقى بيني و بينها اقل من خطوة  وبعضها يكاد ينقض ثم يتراجع ولكنها لم تحاول عضي..و هنا ياتي المغزى من قصتي فقد سمعت يوما ان الكلاب تشم خوف الانسان،نعم فللخوف رائحة فاذا لم
  تشم خوفك فانها لن تؤذيك  ستقترب منك ثم تتراجع اذا لم يكن في قلبك اي ذرة خوف..و فعلا بدات تتراجع و تفسح لي الطريق وقد قل صوت نباحها الى ان اصبحت تزمجر في خفوت معلنة استسلامها... فناديت صديقي الذي جاء مهرولا غير مصدق  قائلا:لو لم ارى هذه الحادثة بعيني ما صدقتها.. و عندما وصلنا لنهاية الشارع رايت الحارس الليلي صاحب الكلاب قد افاق على صوت النباح ينظر لي بذهول غير مصدق ،فقد علمت بعد ذلك ان الزقاق لا يمر فيه احد بعد منتصف الليل..
و منذ ذلك الوقت لم تعد الكلاب تخيفني مهما كان عددها و كيفما كانت شراستها. .
و مؤخرا قرات بحثا علميا عن شم رائحة الخوف لدى الكلاب لم اكن لاصدقه لولا تجربتي الانفة الذكر..،يقول البحث ان الكلاب تشم رائحة الخوف من خلال الاستجابة للتوتر لدى الإنسان عن طريق الجهاز العصبى الذاتى، فيحدث عدد من التغيرات الفسيولوجية بما فى ذلك تسارع دقات القلب وإفراز الجلوكوز فى الدم، خلاف الزيادة فى تدفق الدم إلى الدماغ والعضلات، والزيادة فى سرعة التنفس مع ارتفاع فى درجة الحرارة أو الشعور بسخونة فى الجسم، وتمدد بؤبؤ العين وزيادة نشاط الغدة التى تفرز العرق، وعند ازدياد نشاط غدة العرق تكمن قدرة الحيوان على شم رائحة الخوف.

ويقول العلم إن الحيوان لا يشم رائحة الخوف فعليا بل يرى تغيرا فى السلوك، وهذا من عجائب هرمون الإدرينالين “هرمون الخوف”، الذى يفرز من لب الغدة الكظرية التى تقع أعلى الكلية ذلك الهرمون الذى يفرز استجابة لأى نوع من أنواع الانفعال والخوف والقلق مثلا، وبمجرد أن يفرز هذا الهرمون، تفرز رائحة لا يشمها إلا الحيوان فقط الذى يخيفه، بينما هناك بعض الناس ذو الكفاءة والقوة فلا يفرز جسمهم هرمون الأدرينالين الخاص بالخوف فلا ينقض عليهم الكلب، طبقًا لما ذكره موقع علوم بيئية.
يامن تقرا هذه السطور،اذا اردت ان تتجنبك الكلاب فحاول تدريجيا ان تسيطر بعض الشيء عن خوفك، اعلم ان هذا صعب لان الخوف يصعب السيطرة عليه ، حاول ، و مرة بعد مرة سينقص خوفك و اذا استطعت ان تئد خوفك نهائيا فاعلم انك ستسير وسط غابة من الكلاب لاتخشى شيئا..
هذه تجربة شخصية ، قليل هم اولئك الذين عاشوها وقد نقلتها بصدق.. لا اريد ان اتباهى او شيئا من هذا القبيل بل اريد ان يستفيد الاخر من تجربتي..
اخي..اختي.. قفا..رجاءا.. اتركا بصمتكما الذهبية... و سيروا في رعاية الله...عسى ان يحفظكم الله من الكلاب...
--------------------------------------------------------------
بقلم\بن.يوسف القيصر
----------------------------------------------------------------------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان