يعقوب شهاب احمد التميمي

( العراق أولا وأخراً ))
حديث مجنون
الحلقة مئة واثنان والتسعون
بقلم ناهي الطائي
لماذا السفارة الأمريكية في القدس ؟
عند الحديث والجواب على هذا السؤال , لابد إن نكون على بينة وتميز بين نظرة صهيونية غير اليهود , أو الصهيونية المسيحية والتي يطلق عليها الغرب ( صهيونية الاغيار ) والذين ينظرون إلى اليهود باعتبارهم مادة بشرية توظف لصالح الغرب إي أنهم مجرد موضوع أو وسيلة لا قيمة لها في حد ذاتها توظف لأهداف مصالح الغرب , ليس إلا وهي الصهيونية التوطينية .
إما الثانية فهي صهيونية اليهود الغربية والذين في فلسطين بعد 1948م أو قبلها , وهم الذين ينظرون إلى اليهود باعتبارهم شيئاً مقدساً , والنظر إلى فلسطين باعتبارها ارض الميعاد , وباعتبارها موقعاً ذا أهمية اقتصادية وإستراتيجية بالغة الأهمية والى اليهود باعتبارهم شعب الله المختار ويقف في مركز الكون وإسرائيل هي الآلة الطبيعية والمطبقة لخدمة الحضارة الغربية ؛ وهي الصهيونية الاستيطانية .
وإذ القدس وأسمها القديم ( أورشليم ) مرتبط بالأيدلوجية التوراتية والإنجيلية , التي هي خليط بين المسار التاريخي والديني , وقد كان وعد بلفور هو السلمة الاولى في الصعود إلى تلك الأيدلوجية , وبعد مئة عام بالتمام والكمال قرر رئيس الولايات المتحدة الاعتراف بأورشليم عاصمة لإسرائيل ليبدأ بذلك حقبة قرنية جديدة – قد تأخذ تأثيراتها قرناً أخر ويأتي بعدها ما لم بالحسبان – لإعطاء اليهود المستوطنين جرعة جديدة وطويلة الأمد ليتشبثوا بفلسطين أكثر ويزيدوا من قضم ارض فلسطين ويوسعوا مستوطناتهم , ولإبقاء اليهود في فلسطين وليتخلص الغرب منهم , ولا أعني بذلك الأثرياء منهم لان الأثرياء هم في الغرب , حيث هم بل أسرة اليهود من الفقراء , ومن هم من الطبقة الوسطى , ومن اليهود المسحوقين في بلدان الغرب والشرق , ليجدوا في فلسطين مكاناً آمناً , ومما أضفاه الرئيس الأمريكي على ذلك من تاريخية إن جعل يوم افتتاحها هو يوم عيد ما يسمى – باستقلال إسرائيل – وهذا ما يزيد الترابط بين التاريخ والأيدلوجية الصهيونية وليزيد الدائرتين المذكورتين إحكاما على المستوطنين , وبذلك جعل الغرب والعرب والمسلمين والفلسطينيين منشغلين بخطوة السفارة الأمريكية في القدس وإهمال جذور التاريخية لهذه وغيرها ممن سبقها وما سيأتي بعدها , لذا على الجميع إن يكافح ويسلط الضوء إعلاميا وثقافياً على جذور المشكلة بدراسات وبحوث ومحاضرات عبر وسائل الإعلام لينقذ هذا الجيل والذي يليه من الغرق في المياه الضحلة ولتهيئة القاعدة التاريخية والفكرية لجعل شبابناً كيف يعوم في مياه محيط السياسة الدولية , وجذور قضية فلسطين التاريخية والأيدلوجية , وان أهمل ذلك فإننا سنبقى بين الحين والأخر نلوك فيما يضعه الغرب في أفواهنا ويصرفنا عن الحديث فيما هو أهم .
يعقوب شهاب احمد التميمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان