*(فقد تتساوي..!!)* بقلم يعقوب شهاب احمد التميمي

حديث مجنون
الحلقة مئة وثمان والتسعون
بقلم ناهي الطائي
فقد تساوى ...!!
عندما تختلط الحكمة بشهد الرقاب في سلافه كأس أمسكت بها يد مرتعشة من اثر ألحميا , وفي صحوة السكرة , تظهر الحكمة من خلف السحاب , ويرسمها اليراع برموشه على الصفحة البيضاء , تصرخ الحكمة وتهمس جهراً , كقول عمر الخيام ( فقد تساوى الثرى راحل غداً ... وماض من ألوف السنين ) وهي من السهل الممتنع , كجرس يدق في وادي النسيان , ليوقظ من غلبه الوسن , وارستخى في رياض الأمل السراب , الذي غرق في لجة الأحلام , ونسي انه من الفانيين وليس من الخالدين , وذهب ليتطاول في البنيان والسلطان , ويحث الخطى لتكديس ما أنكر الله إن يكنزوه , لتكوى به جباههم , من مسالك لا يعرفها إلا من سلكها , وتبارى مع نظرائه فيما يكره , وعزف عن التباري فيما اوجب عليه إن يتبارى به من الخيرات , لنفسه والناس , وبعد الاستيفاء يتحول إلى جيفة نتنة يتسارع من كانوا أحبة , وخلف إلى مواريثها , بين الأجداث , لا متاع له إلا ما تقدم منه , ويذهب ما كنزه وتطاول فيه إلى أناس قد لا يعرفهم , ما جمعته يمينه يبذره يسار غيره , ويشطب من قائمة الذكريات , ويطوى ذكره طي السجل , وليس من الثلاث واحدة , فالإنسان يولد ميتاً , ويموت ليحيى , وإذا لم تكن الأخير فأنه قد مات مرتين , ولا حياة بعدها , فالحياة هي الحياة بعد الموت , عندما يذكره الناس بما أحسن إليهم وأنصفهم , وقد تكون ذكراه كغيره ممن وشحهم التاريخ بسواده وأطرهم بلعنتهِ , فهل في ذلك عبرة ؟ ولنتذكر قول الخيام .
يعقوب شهاب احمد التميمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان