((( العراق أولا وأخيرا))) الحلقه المائتان وواحد // بقلم يعقوب شهاب احمد التميمي

(( العراق أولا وأخراً ))
حديث مجنون
الحلقة المائتان و واحد
بقلم ناهي الطائي
استغاثة .... انقذوا تراثكم ياعرب .
هذه اخر رسالة يكتبها المجنون ناهي سباهي علي الطائي , استغاثة لمؤلفاته ونفسه ومكتبته , ان ما كتبه هذا المجنون طيلة خمس وستين سنة ... من موسوعات , وكتب تحمل تاريخ هذا البلد والوطن العربي وخغرافيته وانسانه وعن العالم , عبادته , ومعابده وعن البصرة شجرها ونخيلها وبشرها من الرجال والنساء , وموسوعات الانساب للقبائل العربية والبيوتات القريشية والاقوام والشعوب , والذي يربو على المليون صفحة مجلدات , فقد تبتل هذا المجنون وانقطع إلى الكتابة وعزف عن الدنيا , وحمل ما كتبه امانه على ظهره طيلة تلك السنين وما زال , وقد حشرها في ( كواني ) واحكم خياطتها , يتنقل وأياها من دار لذوي القربى إلى دار يتفضلون بها عليه , وما يستقر في دار حتى يؤمر بالرحيل , إلى دارٍ اخرى وقضى نصف عمره , على قول السياب ( احمل صليبي على ظهري .. ولم اجد من يصلبني عليه ) والمخطوطات حبيسه بين فكي الكوني التي تزيد عن الستين . عدا الكتب المكتبه فلا سقفا يظله ولاارضا تقله ولا ذو رحم يتفضل عليه ولايملك من الدنيا من المتاع , ابخس ما فيه اتعبه صراعه مع الدنيا من اجل البقاء ورضي بكفاف العيش ولكن الدنيا حتى بهذا بخلت عليه , حتى ذو رحمه ( وظلم ذوي القرى اشد مضاضه ) حتى المخطوطات اشتكلت بعيون داميه من طول اسرها حبيسةً , وكأن الشاعر ابراهيم ناجي ينطق بلسانها حيث يقول في اطلاله :      اعطني حريتي اطلق يديا                انني اعطيت ماستبقيت شيا
               ما أحتفاظي  بالعهود لم تصنها             والى ما الاسر والدنيا لديا
والان وهو في يبداء الحياه يدير ناظريه ليبحث بين الناس ولم يجد بين يديه سوى الكدر , فقد
رحل الناصر وزاغ المعين وعز الرصيف نفسه عنه , وقدمه عند عتبة الثمانين وقد كابر
كثيراً  لمنعه في نفسه من العزة ولم يعد الان في القوس منزع وفي الجراب من بقيه ,
والشمس انحنت لاصيلها , ولم يبقى في كاس حتى الثماله , وقد احدودب الظهر منه الثقل
الامانه , ووهن العظم وغابت الحيله وانقطع الرجا , كتبت هذا المجنون هذه الرساله لاهل
الضاد في اصقاع الارض ,
مستصرخا اياهم لقد اثقلتني الامانه وقلت حيلتي , مناديا وهو ومخطوطاته(وامعتصماه ) لعله
ينهض من بين الاجداث فيمد يده , او لعل هناك اكثر من معتصم يدب على هذه الارض ,
ويرد  الصدى  في العراق والوطن العربي , لانقاذ هذا التراث من الضياع او العدم , وان
المجنون لم يستغيث لنفسه بل لمخطوطاته فهي منه وهو منها بعد تصرم حبل الامل , وما
استغاثته الا حجة لنفسه وعلى غيره والى كل من يقرأ هذه الرساله , فلم يعد هذا التراث
يخصه بل يخص عموم اهل الضاد , ليرمي هذا الحمل على كاهل المقتدرين من ابناء الضاد
بمختلف منازلهم ومراتبهم وصقاعهم , فان كان لا  صدى فبطن شط العرب اكرم مثوى لما
كتبه , وليقول للجميع ( اللهم اشد اني بلغت ) والختام ( ان لله وانا اليه راجعون ) .
يعقوب شهاب احمد التميمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصدقاء السوء وصفاتهم وطرق الابتعاد عنهم// بقلم الدكتور صالح العطوان الحيالي الحيالي

مثل ينطبق علي واقعنا(( ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد طيره )) // بقلم د. صالح العطوان الحيالي الحيالي الحيالي

وقاضي قضاة العشق قاتله الهوي/ بقلم الاستاذ توفيق محمد نظمي سرحان