قتلتها انت بقلم// محمد الانساني

البوست اليومي....
                                 "العاشرة مساءًا"

قتلتها أنت ..
           نعم .. قتلتها أنت أيها الأب.
# عندما كنت لا تخاف عليها ، لا ترعاها ، عندما فرقت بينها وبين اخوتها ، عندما لم تحضضنها بحنانك ، عندما كنت قسوتك تأديب ، وجفاك تعليم لها .
قتلتها أنت عندما احتاجت حنوك لم تجده ،كانت تتوق لضمة منك .سندا وابا واحتواءا وكنت تظنه تدليلا لا ينبغي.
كنت بواد أخر من عصبية ، او كد لا ينتهى ، وفرت لها سبيل المال ولم توفر لها سبل الحياة..

# قتلتها أنت ...
                نعم قتلتها أنت أيها  الأخ.
حينما كنت ترى أنك افضل منها وانك فخر أبيك ، عاملتها بشدة وعنف خوفا عليها وقتلت فيها الإنسان.
قتلتها حين لم تجعل لها كلمة ومعنى ورأيا يتخذ به .قتلتها حينما لم تشعر بحب الاخ وهيبة وجوده وقربك منها
عندما احتاجت مثل اقرانها البنات كلمة جميلة احساس بالحب من أخ يعوضها الحبيب والصديق ويعرف كل تفاصيلها
لم تجد منك ذاك القرب وذاك الحب
قتلتها حين غفلت وجدانها..

# قتلتها أنت ..
              نعم قتلتها أنت أيها الحبيب.
قتلتها حين جعلتك العالم كله واسلمت لك روحا سعادتها بيدك .
حينما حلمت بك ليل نهار ، كم تمنت قربك ، كم وثقت بك ، بادلتك الحب ، كم كانت ترى الجنة بين يديك ، كم كنت تحتويها وتأخذها من العالم كله .
كم أحبتك ، عشقتك ، كم كانت متيمة بك كنت انت الحياة لها ..
ثم  خذلت منك ، تخليت بسبب أو بدون سبب .صعقت حسا ومعنى ، ماتت وجدانا وانتحرت كل مظاهر الجمال فيها. قتلتها حين حذرها الجميع منك ووثقت بك وراهنت على صدقك الذى أصبح ريحا كان لم يكن .
قتلتهاحينما ابدلت الحب نزوة ، ورأيت العشق شهوة
نعم قتلتها أنت بكل معانى القتل.

#قتلتها أنت ..
               نعم قتلتها أنت أيها الزوج.

لا تستغرب نعم قتلتها حين اختارتك زوجا أو اخترتها انت او أن القدر اختار جمعكما.
تأملت فيك حياة جديدة تخلو من الخييات والمواجع أن تبنى أسرة سعيدة .
أن تبدأ حياة جديدة بابتسامة مشرقة لعل المقبل أجمل .
رأت فيك السند والاحتواء والرجولة
تحميها تحفظها تحبها تخاف عليها.
تكن حياة فوق الحياة .
رضيت معك بكل شئ طباعك ، ظروفك حياتك ووهبت نفسها لك وبك.
اخذت أياما وردية وليال سعيدة
وفى برهة تبدل الأمر ، نسيتها اهملتها
ما عدت تشعر بها ، نسيت ذكرى الحب الماضى .
أصبحت غير مقدر بظروفها ولا مهتم بشأنها ولا تراعى مشاعرها.
او صرت مع إمرأة أخرى بحكاية جديدة
قتلتها سحقا وحتفا  قتلت اهمالا ولا مبالاة . قتلت وانت لا تدرى كل  بعد بينكما بذبحها .،  قتلت عندما لم تشعر بها ما يرهقها ما يزعجها ما تحتاج إليه ، عندما قلت الكلمات وتباعدت القلوب قتلت عندما رأت فيك الحياة وانت أثرت عليها الموت.

# قتلتها أنت...
           نعم قتلتها أنت أيها الإبن..
لا تندهش قتلتها حينما كنت طفلا وتعمل على راحتك واسعادك عندما ضحت بحياتها من اجلك ، عندما كنت انت مصدر الصبر والامل الوحيد لصبرها على صخبات الحياة ومرها .
عندما عاشت ربما بحياة لا تهواها من أجل عدم تشريدك وامتهانك.
عندما كانت تأخذ لقمة من فمها الى فمك.
عندما مات أباك أو طلقها أو عاشت معه ميتة وصبرت من اجلك تزوجتك انت عوضا عنه وقالت : انت ابنى وزوجي وحياتى .سأكتفى بك .
عندما خرجت للعمل وتجرعت جميع المواقف من أجل إسعادك.
ثم كان نتاجها بورا ، ابنا عاقا  نسيت كل شئ وانكرت كل شئ .أصبحت امك الآن لا تليق بمدنيتك ولا تتسق وأسلوب زوجتك ..أصبح كلامها قديما وفكرها عقيما وانها مجرد خرافات..
قتلتها مائة مرة بخيبة الأمل وسنوات العمر التى لن تعود..

# قتلتها أنت...
                نعم قتلتها أنت أيها المجتمع.
نعم قتلت بنظرة دنيئة ، وفكر عقيم انها لا تصلح أن تكون كذا أو كذا.
عندما ترى فيها النزوة ، عندما احتلت الغريزة مرتبة التفكير الأولى.
عندما لا تدع كل وشأنه وروحت تروض الشائعات هنا وهناك واطلقت العنان للسانك دون عقل أو ضمير.
قتلتها بسوء الظن وسوء النية ، وافتراض السوء .
قتلتها عندما افترضتها سلعة وجردتها من كل معانى الآدمية واحترام خصوصيتها الجمة ..

قتلتها أنت   بجميع اوصافك وأطيافك
نعم قتلتها ....
قلت الكثير والكثير ويبقى الكثير أيضاً

نحتاج رقى الإنسانية ..

تحياتى Mohamad Human